الصرع هو القابلية عند الفرد لتكرار حدوث النوبة الصرعية .
و النوبة الصرعية Epileptic Seizure الواحدة تعني حدوث إضطراب مؤقت في وظيفة من وظائف الدماغ و هذا الاضطراب يحدث بغتة و عادة لفترة زمنية محدودة (تستمر لدقائق) ثم ينتهي فجأة أي أن البداية و النهاية لهما حدود واضحة.
و عندما تتكرر تلك النوبات الصرعيةعند الفرد مرتين أو أكثر ( و بدون وجود أمراض أخرى محفزة مثل التهاب السحايا أو هبوط السكر المفاجئ ) تسمى تلك الحالة بحالة الصرع (Epilepsy) .
اى ان الصرع فى تشخيصة الطبي ليس مرضا نفسيا و لا يعني خلل في السلوك أو اصابة الفرد بدرجة أو آخرى من التخلف العقلي.
المخ (Brain) :
هو العضو المسيطر الأعلى على حركة الجسم و أحاسيسه و هو مركز الفكر و الذاكرة و السلوك.
أجزاء المخ:
يتركب المخ من 3 أجزاء رئيسية
1- فصي المخ الأيمن و الأيسر Cerebral Hemispheres .
2- جزع المخ Brain Stem.
3- المخيخ Cerebellum.
و يقوم المخ عن طريق المراكز المتخصصة في الفصين الأيمن و الأيسر بالسيطرة على مراكز متفرقة للأحاسيس المختلفة (السمع - النظر - الشم - الألم )
و مراكز أخرى تسيطر على (الحركة .. الفكر .. الذاكرة.. النطق) كما في الشكل. و هذه المراكز متصلة فيما بينها إتصالا دقيقا , الأمر الذي ينتج عنه ذلك التناسق الرائع بين الإحساس و الحركة و السلوك.
تركيب المراكز العصبية :
تتكون تلك المراكز من مجموعة من الخلايا العصبية (Neurons) و مجموعها في المخ يبلغ عدة بلايين من الخلايا تتصل فيما بينها بطريقة معقدة بحيث أن
الخلية الواحدة قد تستقبل اشارات من عشرات الخلايا العصبية الأخرى.
الإشارات تنتقل من خلية لأخرى على هيئة شحنات كهربائية.
الإشارات الكهربائية تكون منتظمة من حيث العدد و الإتجاه بحيث ينتج عنها رد الفعل المطلوب و بدرجة كافية دون زيادة أو نقصان.
فمثلا
حينما يريد الفرد تحريك يده فأن أمر الحركة يصدر من مركز الحركة في المخ إلى عضلة اليد عن طريق أعصاب الأطراف الموصلة كأشارات (شحنات) كهربائية و عند وصولها إلى العضلة تتقلص و تقوم بالحركة المطلوبة.
كيفية حدوث النوبة الصرعية
بسبب الطبيعة الكهربائية للخلايا العصبية فأنه قد يحدث أن تكون هناك خلايا عصبية متصلة فيما بينها تصدر إشارات كهربائية زائدة و غير منتظمة في أحد مراكز المخ , مما ينتج عنه نشاط غير طبيعي ينعكس كإضطراب مؤقت في وظيفة ذلك المركز من المخ و هذا ما يسمى بالنوبة الصرعية (Epileptic Seizure) .
أشكال النوبة الصرعية:
تتنوع أشكال النوبات الصرعية بحسب المركز المتأثر أو "المراكز" بالنشاط الصرعي فمثلا
1- نوبة صرعية في أحد مراكز الإحساس :
ينتج عنها إحساس غير واقعي كشم رائحة غريبة أو رؤية أضواء و ألوان غير حقيقية أو الإحساس بالألم أو التنميل في جزء من الجسم.
2- نوبة صرعية في أحد مراكز الحركة :
و ينتج عنها ما يسمى بالتشنج (Convulsion) حيث تكون حركة الأطراف عنيفة و قد يصاحب ذلك فقدان الوعي و السقوط على الأرض.
3- نوبة صرعية في أحد مراكز السلوك :
ينتج عنها سلوك غير مبرر كالضحك من غير سبب أو الشعور بالخوف أو الألفة أو القيام بالركض من غير هدف أو عمل حركات باليد مشابهة لحركات الكتابة أو فتح العلب و الأزرار.أنواع النوبات الصرعية :
تنقسم إلى نوعين رئيسيين حسب حدوث فقدان الوعي من عدمه.
1- النوبات الصرعية العامة Generalized Seizures :
و هي التي ينتشر فيها النشاط الصرعي ليشمل المخ ككل و فيها يفقد المصاب وعيه بالكامل و قد يصاحبها حدوث تبول لا إرادي مع زيادة إفرازات اللعاب (رغاوي الفم).
2- النوبات الصرعية الجزئية Partial Seizures :
و هي التي يبقى فيها النشاط الصرعي محدودا بمركز أو أكثر من مراكز المخ دون أن يشمل المخ ككل و هي بذلك تكون غير مصاحبة بفقدان الوعي.
العوامل التي تؤدي إلى حالة الصرع :
1- عوامل ذاتية :
أن الغالبية من المصابين بالصرع لا يوجد عندهم أي مرض بالجهاز العصبي.
و تكون الفحوصات الجسدية و المختبرية سليمة و يسمى بالصرع الذاتي (Idiopathic Epilepsy) , و هي تشكل نسبة 75% من حالات الصرع
و في هذه الحالات تكون طبيعة بعض خلايا المخ ذات قابلية أو إستعداد صرعي أكبر من المعدل الطبيعي دون وجود سبب مباشر. و هذا مشابه تماما للمصابين بالحساسية و الربو, حيث تكون أجسامهم لديها قابلية للحساسية أكثر من غيرهام دون وجود أسباب مر ضية واضحة و محددة.
2- عوامل مكتسبة (Acquired):
و هي التي تؤدي إلى تلف بعض خلايا المخ مسببة تليفها (Scaring) و تصل نسبة الإصابة إلى 25% من حالات الصرع
و من هذه العوامل
نقص الأوكسجين و الإختناق خصوصا عند المواليد أثناء الولادة.
إصابات الدماغ من الحوادث المختلفة (حوادث الطرق).
حدوث نزف في المخ أو تجلط في الأوعية الدموية في المخ.
التهابات المخ (Encephalitis).
التهابات السحايا (Meningitis).
التشوهات الخلقية في أنسجة المخ .
أما أورام المخ ( Brain Tumors) فنادرا ما تكون سببا لحالة الصرع
كيفية تشخيص حالات الصرع
يعتمد الطبيب المعالج في التشخيص أساسا على
1- الوصف التفصيلي للنوباتالصرعية :
من قبل الأقرباء أو الأصدقاء الذين شاهدوا حدوث النوبة الصرعية (خصوصا عند صغار السن).
المصاب البالغ نفسه إن لم تكن النوبة الصرعية قد سببت فقدان الوعي.
2- إجراء تخطيط موجات المخ الكهربائية :
و الذي بذاته لا يشخص أو ينفي حالةالصرع . و لكنه ذو فائدة في تحديد نوع النوبات الصرعية و قد يساهم في تحديد نوع العلاج.
3- فحوصات مختبرية :
عادة يتم إجراء بعض الفحوصات المختبرية (دم ... بول) لتقييم الوضع الصحي للحالة قبل بدء العلاج.
4- فحص المخ بالأشعة :
كالأشعة المقطعية (C.T.Scan) أو أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) و قد يستعين بها الطبيب المعالج لتقييم حالة المريض للتأكد من عدم وجود مرض مسبب للصرع إن كان هناك شك في ذلك.
كيفية التعامل مع مريض الصرع
المعرفة من أهم وسائل التعامل الصحيح مع مرضي الصرع . فهو من الحالات المرضية مثل باقي الأمراض الأخرى فيمكن السيطرة على المرض بالأدوية المتعددة و كثيرا منهم من يتشافون بعد فترة من العلاج المناسب.
والصرع لا ينتقل إلى الأخرين ! فهو ليس من الأمراض المعدية "فلا ينبغي أن تكون هناك نظرة تشاؤمية مبالغ فيها حيال مرضى الصرع, حيث أن الغالبية منهم يتمتعون بنسبة ذكاء طبيعي" و يمكنهم الإنخراط في المدارس و الجامعات و الحصول على المؤهلات العليا. و ليس ذلك فحسب بل يمكنهم ممارسة الأنشطة اليومية العادية و الرياضة و السفر .
و لكن يجب مراعاة بعض الأحتياطات التالية
1- في البيت :
-معاملة المصاب كبقية أفراد الأسرة من حيث الحقوق و الواجبات.
-تربية الوالدين له سوف تنعكس عليه عند الكبر فلا ينبغي التدليل المفرط أو التسامح الزائد.
-غرس الثقة في نفس المريض
-عدم المبالغة في حماية مريض حتى لا تقيد حريته و لا تتأثر سلامة نموه النفسي.
- لا تجعله يخفي حالتة و كأنها عيب فيه.
-إعلام أصدقائه عن حالتة حتى إن حدثت له النوبة أمامهم لا يفاجئوا بها.
-عند دخو ل الحمام ينبغي عدم قفل الباب و كذلك عدم ملء البانيو بالماء.
2- في المدرسة :
- ينبغي إحاطة إدارة المدرسة و المدرسين بحالة الطالب المصاب ب و نوع العلاج حتى لا يفاجئوا بحدوث الحالة.
- تشجيع الطالب على المشاركة في الأنشطة المدرسية و زرع الثقة فيه.
هناك نوع من النوبات تحدث على شكل سرحان و قد يتكرر حدوثها في الحصص المدرسية و هنا ينبغي عدم لوم الطالب أو تأنيبه لأنه عمل غير إرادي , و هذه النوبات يجب إعلام الوالدين بها حتى يبلغوا الطبيب المعالج لإتخاذ الإجراء المناسب.
شاركنا برأيك بوضع بصمتك معنا | التعليق مسموح للزوار