انفصال المشيمة

انفصال المشيمة قبل الأوان من المواضيع الطبية الهامة والخطرة في نفس الوقت حيث تكون حياة الأم والجنين في خطر وتبقى المشيمة عند سير الحمل والولادة بصورة طبيعية مثبتة إلى جوار الجزء العلوي للرحم حتى الدور "المرحلة" الثالث من الولادة، وهي تنفصل فقط بعد ولادة الجنين نظرا لتقلص الرحم الشديد وهبوط الضغط داخل الرحم. ويلاحظ في بعض الأحوال المرضية انفصال المشيمة "الخُلاصة" المتوضعة بصورة طبيعية قبل ولادة الجنين، ويحدث انفصال المشيمة قبل الأوان عادة في دور التوسع ونادرا ما يلاحظ في الدور الثاني من الولادة وأثناء الحمل. ويحدث انفصال المشيمة قبل الأوان وقبل كل شيء نتيجة للأمراض التي نلاحظ فيها اختلاطات في جهاز الأوعية الدموية، ومن هذه الأمراض التسمم الحملي المتأخر والتهاب الكلية ومرض ارتفاع ضغط الدم وعيوب القلب ونقص فيتامين "هـ" وفيتامين "سي" ونقص في حامض الفوليك في الجسم. كما أن التغيرات الحاصلة في الأوعية الدموية للمشيمة الناتجة عن هذه الأمراض تساعد على نشوء انسكاب الدم في أنسجة المشيمة مما يؤدي إلى انسكاب الدم بين جدار الرحم والمشيمة وانفصال الأخيرة من مكان تثبيتها، ويهيئ لعملية انفصال المشيمة قبل الأوان وجود التهاب الغشاء المخاطي للرحم "التهاب بطانة الرحم" الحادث قبل الحمل، ويمكن أن يحدث انفصال المشيمة نتيجة لانجرارها إلى الأسفل عند قصر الحبل السُري. ومن الأسباب النادرة في حدوث انفصال المشيمة قبل الأوان هو صدمة البطن ويكون انفصال المشيمة إما كاملا أو جزئيا، ففي حالة الانفصال الجزئي على مدى صغير لا يسبب لجسم المرأة مضاعفات خاصة ويمكن للحمل أن يستمر إلى نهايته، وفي حالة الانفصال الكامل يتكون ورم دموي ينمو بسرعة بين جدار الرحم والجزء المنفصل من المشيمة ويسبب نزيفا داخليا وخارجيا في نفس الوقت وفقر دم شديدا لدى المرأة نتيجة تراكم الدم خلف المشيمة، ويشكل الانفصال الكامل والجزئي خطرا كبيرا بالنسبة للمرأة والجنين، فالمرأة مهددة بالموت والجنين يموت مختنقا. الصورة السريرية للانفصال التام "الكامل" والجزئي تتصف بمجموعة من الأعراض حيث تشكو المرأة من ألم شديد دائم في البطن والجلد والأغشية المخاطية شاحبة والنبض سريع والضغط الشرياني المنخفض، ويحدث لها شيء من الدوار "الدوخة" وطنين في الآذان، كما أن نمو الورم الدموي خلف المشيمة يؤدي إلى ازدياد الضغط داخل الرحم ويصبح قوامه قاسيا وشكل الرحم بيضاويا وغير منتظم. وبالنظر لتوتر الرحم الشديد فان أجزاء الجنين يجري جسّها بصعوبة، وضربات دقات قلبه يتم اختلالها أو أنها تنقطع تماما، كما يجب ملاحظة إذا كانت المرأة بحالة ولادة انسكاب كميات كبيرة من السائل والدم المتخثر والرحم يتقلّص بصورة سيئة، ويمكن حدوث نزيف دموي شديد بعد الولادة نتيجة ارتخاء الرحم. وعن طرق العلاج يعتمد على عدة مبادئ هي التوليد السريع بعناية ومكافحة فقر الدم الحاد والصدمة الدموية، والشيء المهم في المعالجة أيضا هو الانتباه التام لمرحلة ما بعد الولادة لأن الخطورة من النزيف ما بعد الولادة أصعب من المعالجة ما قبل الولادة