يعتبر الخجل صفة الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التفاعل الاجتماعي، نتيجة لأسـباب مختلفة منها: فقدان الأمان والدفء العائلي، او التعرض للنقد المسـتمر، او الحماية الزائدة والمبالغ فيها من قبل الأهل، وعدم مسـاعدة الطفل على تنمية مهاراته الاجتماعية، وإتاحة الفرصة للتفاعل الاجتماعي، والاشتراك في النشاطات الجماعية.
وعلى الأهل تقديم الكثير من الدعم والتقدير لنجاحات الطفل، واحترام صداقاته، ومراعاة قدراته فلا يكلف بما لا طاقة له به، وعدم المبالغة في الحماية، ومراعاة حساسية الفترة التي يمر بها المراهق، هذه المرحلة الحافلة بالتغيرات الجسدية والنفسية والعاطفية، ويجد صعوبة في التأقلم مع هذه التغيرات، وبمرور الوقت ستغدو قضية الخجل قضية يمكن السـيطرة عليها، ولا تعتبر خللا في الشخصية لا يمكن إصلاحه. لكن أحيانا قد يتحول الخجل إلى شعور بالوحدة والفشل، فإذا كان الطفل يشعر بأنه منبوذ، او انه يخذل أهله بسبب عدم قدرته على تحقيق مطالبهم كالتفوق الدراسي او التميز في احد المجالات، فيتدنى تقديره لذاته، وثقته بنفسه وقدراته، وهنا يكون للأسرة الدور الأكبر في مساعدته، وطلب استشارة المرشد التربوي، او الطبيب النفسي عند ملاحظة أي من المؤشرات التالية: 1- اللجوء إلى سـلوك بعض العادات غير الصحية إذا أحس بالرفض والإقصاء، فيبتعد عن النشاطات الاجتماعية، ويبدأ بقضاء وقت كبير في مشاهدة التلفزيون، او العاب الفيديو، او الأكل، او تصفح الانترنت. 2- عدم رغبته بعمل علاقات خارج نطاق الأسـرة، واقتصاره عليها في قضاء الوقت. 3- استخدام ميكانيزمات دفاعية حيث يجد نفسـه مرفوضا من الأطفال الآخرين، او موضع سـخريتهم، فيبتعد عنهم كإجراء لحماية نفسه، فهو يفضل أن يكون انطوائيا ويتجنب الآخرين على أن يعتبر فاشلا اجتماعيا.
4- الارتباط بأصدقاء خجولين مثله، يرون في أنفسهم مجموعة من الفاشلين المنبوذين، هذه الأفكار الهدامة قد تجعل الطفل يهرب من الواقع باستخدام المخدرات او المشروب او التدخين، او قد تنشا لديه الرغبة بالانتقام من الآخرين الذين أقصوه ولم يتفهموه، وأوصلوه إلى ما هو عليه من عزله وفشل.




شاركنا برأيك بوضع بصمتك معنا | التعليق مسموح للزوار